كتب – محروس سليم :
أسماء ، شابة شرقية أصيلة ، كان لها حلم كبير وهو أن تصبح معلمه ودكتوره في المجال العلمي والأكاديمي لتساهم في تعليم ورعايه الناس ومساعدتهم على التقدم والتعلم والرقي .
لكن كانت هناك العديد من الصعوبات ، والتحديات التي واجهتها في رحلتها نحو تحقيق حلمها .
منذ الصغر ، واجهت أسماء تحديات في الوصول إلى التعليم الجيد .
حينما كانت الفرص المتاحة للفتيات في مجتمعها محدودة ، وكان هناك تحفظات اجتماعية تحول دون تحقيق أحلامهن .
ومع ذلك ، رفضت أسماء أن تستسلم للظروف وقررت أن تكون مثالًا يحتذى به وصممت وكانت صلبه قوية الاراده رغم كل الظروف التي واجهتها وكانت تحول بينها وبين تحقيق حلمها .
عانت أسماء من نقص الموارد المالية لتتمكن من الدراسة في كلية الاداب بجامعه الزقازيق . بينما كان بعض الأشخاص يعتقدون أن حلمها لا يمكن تحقيقه بسبب الصعوبات المعنويه والنفسيه لما مرت به من انكسارات كادت ان تدمرها ، إلا أنها لم تفقد الأمل . عملت بجد واجتهدت للحصول على منح دراسية ودعم مالي ، وعملت أيضًا في وظائف بدوام جزئي لتتمكن من دفع تكاليف دراستها .
واجهت أسماء أيضًا تحديات في مجال الدراسة نفسه .
كانت المواد الدراسية صعبة ومتطلبات البرنامج الأكاديمي صارمة . لكنها لم تستسلم للضغوط والتحديات . فعملت بجد وتفانت في دراستها ، وطلبت المساعدة عند الحاجة . فكان إصرارها وتفانيها يدفعها لتجاوز الصعاب وتحقيق نتائج مذهلة في دراستها .
عندما وصلت الي الجامعه ، وكانت تحلم بتحقيق حلم والدها بان تصبح دكتوره بنفس تخصصها ، وإن والدها علي يقين تام بأنها سوف تحقق حلمه وتصبح مثل اساتذتها بالجامعه ، وسوف يكون لها شأن عظيم وتكون يوما ما صاحبة قرار بمكانتها. التي سوف تحظي بها يوما ما .
إلى ان حققت تلك الفتاة ما تمناه الاب الذي توفي بمرض لعين ، قبل ان يفرح بفتاته ، ولذلك زاد اصرارها علي تنفيذ حلم والدها الذي اعتبرته وصيه وجب تنفيذها بمشيئة الله تعالى وبركاته .
الي ان وصلت بعد سنوات من المجهود والتضحيات ، ونجحت أسماء في التخرج من كلية الاداب بتفوق .
ولكن التحديات لم تنتهِ بعد .
واجهت صعوبات في الحصول على فرصة عمل ، وبدء مارة مهنتها كباحثه .
واجهت التحفظات الاجتماعية والتحديات المهنية في بيئة ذكورية مسيطرة .
ومع ذلك ، استمرت أسماء في الكفاح والسعي نحو تحقيق حلمها .
حيث شاركت في العديد من البرامج التطوعية والمبادرات الصحية والمؤتمرات الفكريه ، لتثبت قدراتها وتكسب الخبرة .
قدمت أعمالًا ملموسة وأثبتت كفاءتها العالية في مجالها .
وبفضل تصميمها وإصرارها ، استطاعت أسماء أن تحقق حلمها أخيرًا .
أصبحت باحثة ماجستير في الفلسفة والذي حصلت فيه علي درجة امتياز ، وتميزت بمهاراتها العلميه الاستثنائية ، وقدرتها على التفاعل مع المجتمع بشكل إنساني وعلمي متحضر وراقي .
ثم باحثة دكتوراة بالصحه النفسيه ، والتي كانت بعنوان الصلابةالنفسية وعلاقتها بقلق المستحيل ، لدي متحدى الإعاقة حركيا من شباب الجامعات ، في مجال الصحه النفسيه بدرجة امتياز .
ومن خلال ذلك المجال ، اتجهت الي الصحافه والاعلام ، وحققت مراكز علميه وحصلت علي الكثير من الشهادات العلميه الاكاديميه والمهنية والفخريه ، وتم تكريمها في كثير من المؤتمرات العلميه والمبادرات .
وبعد ذلك تم اختيارها بمناصب مهمه بأماكن قيادية بالدولة ، لتكن دعما ومثالا يحتذي به لكل من يعرفها ويتابعها .
وها هي الآن قد حصلت على الموافقة على تسجيل خطة الدكتوراه الاكاديمية الثانية لها وهي بعنوان ” فينومينولوجيا الذكاء الاصطناعي عند هوبير دريفوس” لتكن أول رسالة دكتوراه علمية فريدة من نوعها بهذا المجال على مستوى الجمهورية بإذن الله تعالى ، وسوف تتم بنفس محافظتها التي نشأت وتربت وترعرعت بها ، فهى سعى جاهده لتحقيق حلمها وباقي مسيرتها العلمية والعملية ، إلي أن تصبح بفضل الله مرجعًا للكثيرين من الذين يبحثون عن تحقيق أحلامهم المستحيلة .
ورغم كل التحديات التي واجهتها ، فإن أسماء لم تنسى أصلها ومجتمعها ، فهى تسعى جاهدة لتقديم الرعاية النفسية والفكرية للفئات المحرومة ، والمجتمعات النائية ، من خلال أن تصبح لها كلمة مأخوذ بها وسط القيادات الحزبية والسياسية بالدولة ، وفي مجالات أخرى .
لم تقتصر على ذلك فقط… نعم إنها بنت محافظة الشرقية “أيقونة الارادة والتحدي”
إن هذه القصه تعكس قوة الإرادة والتصميم في مواجهة الصعاب وتحقيق الأحلام ، والتي تعلمنا منها أن العزيمة والتفاني والاجتهاد ، هي المفاتيح الاولي للنجاح .
فبالرغم من الصعوبات والتحديات التي نواجهها في حياتنا ، يمكننا تحقيق أحلامنا ، إذا كنا مصممين وملتزمين بالعمل الجاد والثقة في أنفسنا .
إن قصة أسماء تلهم الكثيرين ، وتذكرنا بأهمية الاستمرار في مواجهة التحديات وعدم الاستسلام .
إنها تذكرنا أن الحلم يمكن تحقيقه ، بغض النظر عن الصعاب التي نواجهها ، طالما أن هناك إصرار وعزيمه وعمل علي تحقيق النجاح والتفوق .